السبب وراء امتناع ميسي عن الاحتفال بجائزة “ذا بيست”

كانت المفاجأة مدوية، يوم الإثنين الماضي، عندما أعلن الاتحاد الدولي فوز الأرجنتيني ليونيل ميسي بجائزة أفضل لاعب في العالم “ذا بيست” للعام 2023.

وتساوى ميسي في الأصوات مع النرويجي إيرلينغ هالاند نجم مانشستر سيتي والذي حقق الثلاثية التاريخية لأول مرة، وكسر الأرقام القياسية الممكنة في الدوري الإنجليزي كافة.

ومر أسبوع على الحفل الذي غاب عنه ميسي ولم يحتفل النجم الأرجنتيني حتى الآن بالجائزة؟ فما السبب يا ترى؟

أقرأ أيضًا.. أول رد من فينيسيوس جونيور على هدفه المثير للجدل أمام ألميريا.. فيديو

لماذا امتنع ميسي عن الاحتفال بجائزة “ذا بيست”؟

غياب ميسي عن الحفل ربما كان مبررًا، أو هكذا ارتأى للجميع وقتها، حيث سيأتي ميسي من مسافة بعيدة للغاية ولديه التزامات رفقة إنتر ميامي حتى وإن كانت ودية.

وظن البعض أن ميسي يحاول الحفاظ على نفسه في فترة التحضير للموسم الجديد في الولايات المتحدة، لكن يبدو أن الأمر يتجاوز ذلك.

فالأرجنتيني حتى لم يسجل رسالة فيديو لعرضها خلال الاحتفال، ولم يبعث بممثل عنه لاستلام الجائزة، بدلًا من ذلك رفعها تييري هنري مقدم الحفل بنفسه.

وكل تلك كانت إشارات توضح أن عدم وجود ميسي في الحفل غير مرتبط ببعد المسافة أو رغبته في التحضير بشكل جيد للموسم الجديد، لكن الإشارات لم تقف هنا.

فطوال أسبوع كامل لم يقم ميسي بنشر تغريدة أو صورة أو حتى علق على فوزه بالجائزة! تلك ربما تكون سابقة جديدة من نوعها أن يحقق لاعب جائزة بذلك الحجم ويتجاهلها تمامًا، وبدلًا من ذلك ينشر صورًا من مباريات وأخرى دعائية.

ربما يكون ميسي يشعر بعدم الاستحقاق للفوز بتلك الجائزة للمرة الثالثة في مسيرته وأن يتجاوز كريستيانو رونالدو وروبرت ليفاندوفسكي في عدد مرات الفوز بها.

والأهم من ذلك ربما يكون ميسي يشعر باستحقاق لاعب مثل هالاند لها بشكل أكبر منه، في ظل كل ما حققه على مدار العام مع مانشستر سيتي.

على عكس عام 2022 الذي حقق فيه ميسي كأس العالم فعام 2023 لم يكن عامًا مثمرًا للغاية للنجم الأرجنتيني الذي فضل الابتعاد عن الأضواء والذهاب إلى الدوري الأمريكي.

وسجل ميسي 28 هدفًا طوال العام في 45 مباراة مع المنتخب الأرجنتيني وباريس سان جيرمان وإنتر ميامي، وصنع 12.

وطوال العام فاز ميسي بلقبين، أولهما وأسهلهما كان لقب الدوري الفرنسي المعتاد مع باريس سان جيرمان، وثانيهما وبالتأكيد الأغلى بينهما لقيمته لفريقه الجديد إنتر ميامي، هو كأس الدوريات، الذي كان أول لقب على الإطلاق في تاريخ الفريق الأمريكي، وجاء بالكثير من الأداء الفردي المميز لميسي.

وكل تلك الأرقام وحتى قيمة ذلك اللقب الكبيرة لإنتر ميامي لا تعنى الكثير لكرة القدم العالمية، ولا يمكن مقارنتها بما حققه هالاند في مانشستر سيتي، وربما كان ذلك سببًا أيضًا لعدم احتفال ميسي بالجائزة حتى الآن.

النجم الأرجنتيني من المعروف عنه أنه خجول ولديه شخصية منطوية حتى وإن أظهر عكس ذلك في السنوات الأخيرة بالتحديد عندما يرتدي شارة قيادة منتخب بلاده.

لكن في حديث له قبل عدة أسابيع قال ميسي في تصريحات نقلتها صحيفة “موندو ديبورتيفو”: “كأس العالم هي ما كانت تنقصني وقد نجحت في ذلك، لقد حققت كل شيء يمكن أن يحققه لاعب كرة قدم، وأشعر بالهدوء الآن”.

وكلمات ميسي القصيرة واضحة للغاية، فهو لا يريد صراعات ولا يهتم بألقاب فردية، كما أكد مرارًا وتكرارًا، أراد فقط تحقيق لقب دولي مع منتخب بلاده ونجح في ذلك، لهذا فلا يهم إذا ما حقق ذا بيست ولا الجائزة الذهبية بعد تاريخ 18 ديسمبر 2022 الذي رفع فيه كأس العالم.